لداعية المصري المخطوف من CIA يروي قصته للجزيرة
أبو عمر قال إن الاستخبارات الألبانية والأميركية والمصرية
عرضت عليه العمل معها
قال الإمام والداعية المصري أسامة حسن نصر المعروف بأبي عمر المصري، الذي اختطفته الاستخبارات المركزية الأميركية (سي.آي.أي) من إيطاليا في فبراير/شباط 2003، إنه تلقى عروضا مغرية ليتراجع عن دعواه القضائية التي رفعها في روما ضد سي.آي.أي والاستخبارات والحكومة الإيطاليتين.
وأكد أبو عمر الذي استضافته الجزيرة ضمن فقرة "ضيف المنتصف" اليوم الأحد، أن الولايات المتحدة عرضت عليه تعويضا بمليوني دولار والحصول على الجنسية الأميركية له ولأبنائه، لكنه رفض أي عرض "ما لم يأت من القضاء الإيطالي وبطريقة قانونية".
موقف قوي
وكشف الإمام المصري أيضا أن الاستخبارات الألبانية حاولت خطفه عام 1990 وعرضت عليه العمل معها بطلب من الاستخبارات الأميركية، وأنه تلقى عرضا مماثلا من الاستخبارات المصرية.
واعتبر أبو عمر أن موقفه ضد الحكومة الإيطالية أقوى من موقف المواطن السوري الكندي ماهر عرار الذي اعتذرت له الحكومة الكندية رسميا وأمرت له بتعويض قدره 10 ملايين دولار، وتفاءل بكسب الدعوى التي رفعها بصفته مواطنا إيطاليا ضد رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني يطالب فيها بتعويض قيمته 20 مليون دولار.
وصرح أبو عمر أن فضحه –بعد الإفراج عنه- ما تعرض له ساهم في وقف محاولات خطف وتعذيب مماثلة كان سيتعرض لها مواطنون آخرون في أوروبا.
وتمنى أن تنتهي قضيته بسرعة ليلم شمل عائلته التي قال عنها إنها "مشردة في أوروبا".
الإمام المصري عرض ما قال إنه تقرير للبرلمان الإيطالي برأه مما نسب إليه
محاولات انتحار
وجوابا على سؤال حول مدى صحة محاولته الانتحار ثلاث مرات، قال إن "ذلك حدث فعلا لكن ليس بإرادتي، بل دفعت إليه دفعا، ولم أكن أستطيع أن أميز بين السماء والأرض"، في إشارة إلى تأثير التعذيب عليه.
وقال أبو عمر إن تقريرا صادرا عن البرلمان الإيطالي بعد جلسة عقدها يوم 3 فبراير/شباط 2006 وناقش خلالها قضيته، يؤكد أنه لم تثبت عليه أي تهمة أو محاولة إرهابية.
يذكر أن الإمام المصري -وهو أب لثلاثة أطفال- اختطف في روما يوم 17 فبراير/شباط 2003 بمساعدة عملاء إيطاليين، ثم سُلِّم إلى مصر في أبريل/نيسان 2004.
ونقل أبو عمر إلى قاعدة أفيانو الأميركية بعد اختطافه حيث استجوب ثم إلى القاهرة من قاعدة رامشتاين الأميركية بألمانيا.
وعلى إثر هذه القضية عزلت الحكومة الإيطالية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي رئيس الاستخبارات العسكرية الجنرال نيكولو بولاري. كما اتهم خمسة إيطاليين في عملية الخطف و26 من عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وجميعهم ملاحقون قضائيا في إيطاليا.
المصدر:
الجزيرة